(+2) 01116627755
139 El Tahrir, Ad Doqi, Dokki, Giza Governorate

الكون ١٥

 تحدثت عن الثقوب السوداء فى الكون ٥

(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [التكوير: [15-19]

الثقب الأسود الذي تم اكتشافه مؤخراً هو الأكبر من بين الثقوب السوداء التي يمكن للعلماء أن يستنبطوها مباشرة بناءً على حركة نجوم المجرات المضيفة لهذه الثقوب، فهو الأكبر حتى الآن حيث يبلغ كتلته 40 مليار مرة كتلة الشمس، أي حوالي 2.5 في المائة من كتلة مجرة ​​درب التبانة بأكملها، وليس هذا الثقب أكبر ثقب أسود ممكن حيث أن أقصى حجم للثقوب السوداء تصل إلى 50 مليار حجم الشمس….. وبعدها يمكن أن يفقد الثقب الأسود ما يغذيه من طاقة لدرجة أنه يبتلع الجزء المستقر من القرص ويدمره.

هندسة الكون يمكن إثبات انها مغلقة ومحددة، وستتوقف الجاذبية أخيرًا عن توسع السماوات داخل الكون، وبعد ذلك يبدأ الكون في الانكماش إلى أن تنهار كل المواد في الكون، وتسمى التفرد النهائي “الأزمة الكبيرة”Big Crunch  أى عكس الإنفجار الكبير Big Bang الذى بدأ الكون به, وبعدها يصبح مصير الكون النهائي هو الانكماش وعندها ستهيمن الثقوب السوداء على الكون بعد زمن يصعب حسابه وخصوصا أن الوقت بالقرب من الثقب الأسود يتباطأ أكثر، والمعروف باسم تمدد وقت الجاذبية، حتى يبدو أن الكائن الذي يسقط في ثقب أسود يتباطأ مع اقترابه من أفق الحدث وقد يستغرق وقتًا قد يكون لا نهائي أو غير محدد الطول للوصول إليه، وقد حدد علماء الفلك أن الوقت لهيمنة الثقوب السوداء هو حوالي

40^10 سنه….عندما يحترق نجم من آخر وقوده، ينهار أو يسقط في نفسه، بالنسبة للنجوم الأصغر (التي تصل إلى حوالي ثلاثة أضعاف كتلة الشمس)، سيصبح النواة الجديدة نجمًا نيوترونيا لا طاقة به، ولكن عندما ينهار نجم أكبر، يستمر في الضغط ويخلق ثقبًا أسودًا نجميًا

وقد أطلعنا الله عز وجل في كتابه على بعض الكيفيات التي ستنتهي بها النجوم والكواكب في السماء، يقول تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ﴾ [التكوير: 1-2]،

الإنفطار Al-Infitaar

إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) فالثقوب السوداء هي فئة من الأجسام الفلكية التي خضعت لانهيار الجاذبية، تاركة وراءها مناطق كروية من الفضاء لا يستطيع أي شيء الهروب منها، ولا حتى الضوء، تشير أدلة الرصد إلى أن جميع المجرات الكبيرة تقريبًا تحتوي على ثقب أسود فائق الكتلة، يقع في مركز المجرة، الشمس يصل قطرها إلى 1،391،000 كيلومتر، وتزن الشمس حوالي 330000 ضعف وزن الأرض، إذا تم ضغط الشمس بطريقة أو بأخرى بما يكفي لتصبح ثقبًا أسودًا، فسيكون قطرها أقل من 6 كيلومترات تقريبًا وبنفس الوزن، فإذا تحول الكون إلى ثقوب سوداء انكمش ويصبح نقطة بالمقارنة لما كان عليه من اتساع، وحيث أن الحجم المكاني للكون بأسره غير معروف بدقة، ولكن على النقيض ممكن قياس حجم الكون القابل للرصد، والذي يُقدر قطره حاليًا بحوالي 93 مليار سنة ضوئية، أما الكون الذى لا يمكن رصده فيُقدر قطره ب 23 تريليون سنة ضوئية على الأقل، وهناك إجماع  بين علماء الكون على أن الكون يعتبر “مسطحًا” وسيستمر في التوسع، حيث يتسع الكون 72 كيلو متر في الثانية لكل ميغابارسك – أى حوالي 3.3 مليون سنة ضوئية – وهذا يعني أنه لكل 3.3 مليون سنة ضوئية أبعد عن الأرض، تبتعد من الأرض 72 كيلومترا في الثانية أسرع، وهذا الاتساع هو الذى جعلنا ندرك وجود كون لا نراه، والله خلق الكون محدودا بسدرة المنتهى، وهناك حوالي 10 مليارات مجرة ​​في الكون المرئي، ويختلف عدد النجوم في المجرة، لكن بافتراض 100 مليار نجم لكل مجرة ​​يعني أنه يوجد حوالي 1،000،000،000،000،000،000،000 (أي مليار تريليون) من النجوم في الكون المرئى الذي يمكن ملاحظته، أما الكون الذى نراه فلا يعلم عدد النجوم أو الثقوب به إلا الله،

حوالي 1 من كل 1000 نجم لديهم كتلة كافية ليصبحوا ثقب أسود وذلك عندما يموت هذا النجم ليتحول إلى ثقب اسود، درب التبانة بها 100 مليار نجم، وهذا يعني أنه يمكن أن يكون لها ما يصل إلى 100 مليون من الثقوب السوداء النجمية، ونظرًا لوجود مئات المليارات من المجرات في الكون المرئي ، فهناك الكثير والكثير من الثقوب السوداء

﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: 47]

﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾الأنبياء (104).

ويقع هذا الثقب الأسود الذى تم اكتشافه مؤخرا في وسط Holm 15A  وهى عبارة عن مجرة ​عملاقة ومجرة مركزية من مجموعة مجرات Abell 85 في كوكبةCetus ، و Holm 15A  على بعد حوالي 700 مليون سنة ضوئية من الأرض وعدد النجوم فى هذه المجرة 5 تريليون، إنها مجرة ​​ساطعة ذات منطقة مركزية باهتة – وهي أضعف مركز في أي مجرة ​​معروفة، مما يدل على وجود ثقب أسود كبير فى وسطها، درس الباحثون هذه المجرة باستخدام تليسكوب فراونهوفر في مرصد ويندلشتاين في ألمانيا بالإضافة إلى أداة الاستكشاف الطيفي متعددة الوحدات (MUSE) للتليسكوب الكبير جداً في تشيلي، من خلال مشاهدة حركات النجوم، يمكن للعلماء ربط السرعة النجمية بكتلة الجسم الذي تدور حوله النجوم، مما كشف عن هذا الثقب الأسود الذي يحتوي على 40 مليار كتلة شمسية في الوسط كما ذكرنا وهذا هو أكبر كتلة ثقب أسود محسوبة باستخدام هذه الطريقة حتى الآن ،إنه 10،000 مرة أكبر من الثقب الأسود في مركز درب التبانة، ويبدو أن إذا اندمجت مجرتان كبيرتان وثقوبهما السوداء الكبيرة في كتلة مثل Abell 85، فقد ينتج عنها ثقب أسود مثل هذا الثقب كالذى بداخل هولم 15A – في الواقع – توجد مجرتان قريبتان نصف كتلة Holm 15A داخل مجموعة من المجرات تدعى Coma cluster(Coma Cluster هي مجموعة كبيرة من المجرات التي تحتوي على أكثر من 1000 مجرة ​​محددة وتبعد 322.9 مليون سنة ضوئية عن الأرض)ربما يكون سطوع مركز المجرة مقارنة بكتلته مفيدًا كقياس غير مباشر لحجم الثقب الأسود الهائل،وربما تحتوي حركة النجوم المركزية للمجرة على معلومات حول تاريخ عمليات الاندماج في المجرة، والتي تقدم ما يشبه شجرة عائلة المجرة، لا يزال اكتشاف الثقوب السوداء شديدة الثقل محدودًا بقدرات الرصد الحالية، حيث يجب أن يكون العلماء قادرين على حل حركة الأجسام في المجرات المضيفة، وربما توجد ثقوب سوداء أكبر خارج نطاق التليسكوبات اليوم.

(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) [التكوير: [15-19]

لقد وصف الله بداية ونهاية الكون فى آيات قليلة لمن أراد أن يصل إلى النتائج بالإيمان بكلماته سبحانه ووضع القوانين المادية التى تحكم الكون وقد تستغرق مجهودات علماء كل العصور ليصلوا لبعض الحقائق الكونية والتي لا تكون يقينية فى كثير من الأحوال وهى معدومة إذا قورنت الى الحقيقة الكاملة ، ويطلعنا الله ببعض من الحقائق حسب مشيئته سبحانه.