(+2) 01116627755
139 El Tahrir, Ad Doqi, Dokki, Giza Governorate

حرية الإرادة ٢

انكر الانسان حرية إرادته ليبرر كفره ومعاصيه وليطلق عنان شهواته وأهوائه  بدلا من البحث عن الحقيقة قبل ان يدركه الموت الذى لا يعرف له ميعاد، زاعماً انه مجبر مطلقاً ، ويزعم هؤلاء أن الطبع والتربية والسن والبيئه والاستعداد الوراثي وغيرها من المؤثرات تحدد القوة والدوافع النفسية لإرادتنا ومن ثم تصرفاتنا، وفى الإسلام بل فى جميع الأديان، من يرى ان سابق علم الله لا يتوافق مع حرية إرادتنا ويقولون ان ليس للإنسان حرية ولا إرادة ولا أختيار وهم طائفة متطرفة من الأعتقاد فى الجبرية ، وهناك من يعتقد ان من بين افعالنا أفعالاً نختارها وأخرى نحن مجبرون عليها أو ان إرادتنا محدودة بأسباب خارجيه عن قدرتنا ومن هذا المنطلق يمكننا ان نفعل ما نريد دون حساب، ومنهم من خلط بين قدر الله وحكمه وتأثيره فى الهداية وبين ان الإنسان قادر على أن يريد وأن يفعل ما يريد، والواقع أن قدر الله لا يمكن أن يتغير ولكننا قادرون أن نفر من قدر إلى قدر …

“سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿148﴾ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾ ” (الأنعام)

“سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ” (الأعراف:146)

والآية الاولى من سورة الانعام تُظهر أن عقيدة الجبر كانت وما زالت موجودة عند المشركين وان مشيئة الله لم تتدخل فى افعالهم ولو كانت مشيئتة منطبقة على ارادتهم لهداهم اجمعين.

وفى الآية الاخرى من سورة الاعراف سيصرف الله المتكبرين عن آياته التى قد تساعدهم على الهداية لانهم اختاروا بمحض ارادتهم طريق الضلال فلو كانت اعمالهم بامر الله لكانت كلها خيرا ، والله لم يهدهم لأن الأمر والإختيار كان بإرادتهم ويؤكد الله نفس المعنى فى سورة النحل.

“وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ” (النحل:35)