(+2) 01116627755
139 El Tahrir, Ad Doqi, Dokki, Giza Governorate

السنيما 1

إن السينما مهمة وليست مصدرا للترفيه فقط
وهناك أفلام عظيمة يفوز الأشرار في النهاية، ويُصور مشهد النصر بأفضل طريقة فيظن المشاهد أن انتصار الشر قد دام إلى الأبد وكيف لا وقد يتكلف فيلم مثل pirates of the Caribbean حوالي 379 مليون دولار وثلاثيه Hobbit حوالي 620 مليون دولار.
والأفلام بها صراع بين طرفين مثلها مثل كل شيء في الحياة، وقد تعددت التفسيرات البشرية لحركة التاريخ الإنساني وصراعاته، فالبعض -ماركس- يراها بأنها صراع بين الطبقات، والبعض الآخر -همنغتون- يراها بأنها صراع بين الحضارات -وداروين- صراع من أجل البقاء، في حين أن التفسير القرآني يقرر أن حركة التاريخ لا يحكمها أي تفسير من التفسيرات السابقة، وإنما يحكمها صراع الحق والباطل، وعدل السماء وظلم الإنسان، والزمن هنا ليس زمن الفيلم، أو زمن حياة من عاش أحداثة، وإنما هو زمن الحياة وما بعدها إلى الأبد، (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ]آل عمران:62[
ولننظر إلى قصة أصحاب الأخدود
ففي حساب الأرض تبدو هذه الخاتمة أليمة مثل مشاهد الأفلام التى انتصر الباطل فيها
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ(1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ(2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ(4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ(5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ(6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ  (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9)  ) ]البروج[

أفهكذا ينتهي الأمر، وتذهب الفئة المؤمنة مع آلامها الفاجعة في الأخدود لتحترق، بينما تذهب الفئة الباغية، ناجية إلى نعيم الدنيا، إن حسابات الدنيا تُؤلمك أمام هذه الخاتمة الشنيعة.
ولكن القرآن يُعلِّم المؤمنين شيئاً آخر، ويكشف لهم عن حقيقة أخرى للقيم التي يُكيلون بها .
إن الحياة وسائر ما يحدث فيها من متاع وآلام .. ليست هي القيمة الكبرى في ميزان الربح والخسارة .. ، والنصر ليس مقصوراً على الغلبة الظاهرة، فهذه صورة واحدة من صور النصر، والحساب ليس مقصوراً على هذه الحياة.